/ الْفَائِدَةُ : (20) /
21/03/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / حقيقة عنوان (الثرى) الوارد في بيانات الوحي وخطورة عالمه / يجدر الاِلتفات: أَنَّ عنوان: (الثرىٰ) الوارد في بيانات الوحي ـ منها : بيان قوله تعالى : [ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ] (1) يُطلق على عَالَم مهول، فوق عوالم الأَرضين السَّبع، بل وفوق (عَالَم الديك)، و(عَالَم الصخرة)، و(عَالَم الحوت)، و(عَالَم البحر المظلم)، و(عَالَم الهواء)، فإِنَّ جميع هذه العوالم مع عظمتها وخطورة شأنها بالنِّسبة إِليه كنقطة في بحره الطمطام المتلاطم، وعَبَّرَ عنها بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ـ في رواية زينب العطَّارة ـ بالنسبة إِليه: «كحَلْقَةٍ في فَلَاة قِـيِّ» . قال الجوهري: (الفَلَاة): المفازة. والـ: (قِيّ) ـ بالكسر والتَّشديد ـ (فعل) من القواء، وهي: الأَرض القفر الخاليَّة. فانظر: بيانه صلى الله عليه واله ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال: : «... جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء رسول الله صلى الله عليه واله وبناته وكانت تبيع منهن العطر فدخل رسول الله صلى الله عليه واله وهي عندهن فقال: إذا أتيتنا طابت بيوتنا، فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله، فقال: إذا بعت فاحشي ولا تغشي، فإنه أتقى وأبقى للمال، فقالت: ماجئت لشئ من بيعي وإنما جئتك أسألك عن عظمة الله، قال: جل جلاله، سأحدثك عن بعض ذلك، ثم قال: إن هذه الارض بمن فيها ومن عليها عند التي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة قي، وهاتان ومن فيهما ومن عليهما عند التي تحتهما كحلقة في فلاة قي، والثالثة حتى انتهى إلى السابعة ثم تلا هذه الآية: [خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن ] (2) والسبع ومن فيهن ومن عليهن على ظهر الديك كحلقة في فلاة قي ... والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت عند البحر المظلم كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم عند الهواء كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء عند الثرى كحلقة في فلاة قي ثم تلاهذه الآية: [ له ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى] ...» (3). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) طه : 6 . (2) الطلاق : 12 . (3) بحار الأَنوار، 57: 83/ح10. توحيد الصدوق: 269ـ 270/ح1